بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 21 مارس 2016

الحلم ....... قصة قصيرة



انهكه التعب فأستسلم لموضع مضجعه .. رأى نفسه بعد ثلاثون عاما .. وقد انحنى ظهره .. وظهرت خصلات الشعر الابيض فى رأسه .. قاسية انت ايتها الحياة ... لم تقدمى لى يوما ما استطيع ان اذكره فى مخيلتى ... فاؤمن انك مصدر للسعادة ... ما اتعسنى .. شهادة يحلم بها الكثير ومن اعرق الجامعات ... لكنها ضلت مكانها الحقيقى ... لم تجد الا غرفتى المتهالكة لتزين جدرانها ... لولا هذا الجار الرائع الذى ابقى على صداقة ابى بعد وفاته ومنحنى سيارته الاجرة لأعمل عليها فترة ثانية .. لمت جوعا .. ثلاثون عاما ولا املك حتى الحلم .. التقى يوميا بالكثير من الناس ... الكثيرون حققوا بعض احلامهم ... بدى ذلك على وجوههم ... اما انا فلا يحق لى ان تبتسم الى الحياة ولو قليلا.. اوقف سيارته وترجل منها حتى وصل الى أعلى الكوبرى القديم ... بدت مياه النيل صافية وكأنها تقطر دمعا .. وكأن النيل يخاطبه .. يتوسل اليه .. ارجوك لن احتمل ان اكون مقبرة لأحلامك .. الا يكفى احلام من كانوا قبلك .. اتوسل اليك ما زال العمر امامك .. كفانى فلقد تلوث اسمى وساءت سمعتى بسبب احلامكم.. جميلة هى الحياة .. يستفيق على صوت بائع الصميت .. صميت وبيض وجبنة .. هتنفعنى يا باشا .. طفل صغير ..لا يوجد حتى لمنبت شعره اثر .. سأله عن السبب .. فأخبره .. الكيماوى يا باشا .. فعلم انه مريض بالمرض اللعين .. نفعنى عشان امى الضريرة ..لم احضر علاجها الى الان ... يشترى منه ما تبقى معه من طعام ... فيشكره كثيرا على فعلته ويدعو له بالفلاح ... يسير الطفل فرحا فى طريقه... لا يريد ان يغيب الطفل عن ناظره .. وعند اول عامود يحمل مصباحا مضيئا .. يخرج الطفل من حقيبته البلاستيكية كتابا ... ويشرع فى كتابة فروضه المدرسية قبل ان يرحل الى بيته .. يا الهى .... كل هذا الفقر وكل هذا المرض وما زلت تحلم ؟؟؟ كم انت قوى ايها الطفل .. ازرف دموعه التى توارت خلف نظارته .. ووضع المفتاح وادار سيارته .... مضى باحثا عن ما تبقى له من حلم





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق