بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 4 فبراير 2016

مكتبة النطع ... قصة قصيرة



قصة قصيرة

...............

مكتبة النطع

فى حارة المساطيل شيد النطع مكتبته لبيع الكتب

وأصبحت مكتبة النطع اهم المكتبات التى يتوافد عليها جماعة المثقفين، لم يهدف ان يكون بيعه للكتب مصدرا للثراء فهو يؤمن أن للكتاب قيمة اسمى من مجرد اى مكسب مادى... .زاع سيطه وأصبحت مكتبته مصدر لنشر الثقافة . وكثر العاملين فى مكتبته ... حتى يستطيع ان يفى بأحتياجات المثقفين
ولما كان الحمل كبيرا بعدما زاع صيته اوكل الى كل عامل ادارة جزئ من مكتبته واشترط عليهم انتقاء الكتب ... كان مثقفا وكان يرفض ان تحوى مكتبته اى كتاب لا قيمة له.. وكان يتابع بنفسه عمل الموظفين فأصبحت مكتبته مركزا للاشعاع الثقافى فى البلدة كلها .. كان محظوظا من يباع له كتابا يحمل على غلافه خاتم مكتبة النطع.. لم يكن له ابناء فاصبح العمال هم المتحكمين فى مكتبته وكان منهم الامين وكان منهم من يحاول الكسب فى الخفاء استطاع بعض اصحاب دور النشر ان يسيطروا على بعض العاملين عن طريق الهدايا التى منحوها لهم مما جعلهم ينجحون فى ادخال كتبهم لتكون من ضمن محتويات المكتبة ... مع كبر الرجل الا انه كان شعلة من النشاط وكان سندا حقيقيا لكل مبدع حقيقى حتى انه كان ينشر كتبا للمبدعين اصحاب القلم والفكر على نفقته الخاصة ..وكان دؤوب على عمل مسابقات النشر واستقدم المثقفين المشهود لهم بالنزاهة ونظافة اليد حتى يكونوا هم المحكمين فى مسابقاته للنشر ..نشرت على يديه مئات الكتب الى ان مات تاركا خلفه ثراءا ادبيا وفكريا لا مثيل له ...بموته .. تحكم الموظفون فى كل شيئ واصبحت مكتبته مرتعا لاصحاب القلوب الفاسدة من الموظفين .... لم تكن تعنيهم الثقافة اكثر مما يعنيهم ما سيحصلون عليه من هدايا وصداقات تبرز صورهم ووجودهم فى دنيا المثقفين ..فتحولت المكتبة الى مرتعا للفساد ... وهو ما جعل المثقفون الحقيقيون يرفضون ان يكونوا جزءا من الفساد .. فتحولوا عنها .. تصمد كثيرا بعد موت صاحبها .. وبعد ان هجرها المثقفون ... اغلقت ابوابها
بقلم منصور عبد المقصود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق